لا تحتاج لأن تولد عبقرياً أو تلتحق بأرقى المدارس حتى تحصل على نسبة
“ذكاء” تساعدك على القيام باشياء مبدعة في حياتك، فمخّك – كباقي عضلات جسمك
– ينمو ويتطوّر كلما درّبته
اكثر، وسأشرح في هذا الموضوع كيف يمكنك تدريبه لتصبح أذكى مما انت عليه
الآن (مهما كانت نسبة ذكائك). شخصياً لا أدّعي كوني “ذكياً”، ولكني
بالتأكيد أصبحت اذكى نسبياً مما كنت عليه بكثير في السابق عن طريق القيام
بالتالي:
تشرّب أكثر قدر ممكن من المعلومات
اقرأ كتب، تابع افلام، استمع لبرامج البودكاست، اقرأ مدوّنات…. احصل على
كل ما يمكنك من المعلومات من جميع المصادر الممكنه. ليس مطلوباً منك حفظ
كل ما تواجهه من معلومات، فقط افهمها وقتها وسيتشرّبها مخّك بالتدريج مع
مرور الوقت ويغيّر طريقة تفكيرك ونظرتك للأمور. لكن احرص على ان تكون تلك
المصادر مفيدة، فالأفكار التي ستخرج من مخّك ستكون مزيجاً من الأفكار التي
تدخل اليه.
عوّد نفسك على التأمّل والتفكّر في ما تواجهه
أكثر من اسئلة “لماذا؟”. لماذا تم برمجة نظام التشغيل هذا باللغه
الفلانيه هذه؟ لماذا صممّوا جهاز الجوال بهذه الطريقة؟ لماذا المعقّم يقتل
99.99% من الجراثيم ولا يقتل 100%؟ لماذا تم اختيار اللون الأحمر للتحذيرات
وليس أي لون آخر؟
اسئلة كتلك ستقودك كثيراً الى اكتشاف حقائق مذهله تنمّي معلوماتك
والمامك بالاشياء التي تواجهك. هذه النقطه بالذات ستحتاج الى ان تجبر نفسك
على الاعتياد عليها، حيث اننا اعتدنا منذ الصغر على تجاهل كل ما يدور حولنا
وعدم التفكير كثيراً به.
درّب مخك
كما ذكرت المخ يتصرّف كالعضله، وبالتالي يحتاج الى تدريب مستمر حتى ينمو
ويصبح أفضل. مارس الأشياء التي تجبرك على التفكير مثل حل الالغاز، لعب
العاب الكمبيوتر التي تعتمد على التفكير أو الاستراتيجية او سرعة البديهة،
متابعة الأفلام ذات القصص المعقّدة، برمج، أو قم بأي شيء يتطلب منك جهد
ذهني. اذا كنت تملك iPhone أو iPod Touch يمكنك أيضاً تحميل ألعاب مثل
BrainExercise التي تعطيك تمارين يوميه لمخّك وتقيس مدى تطوّرك.
لا تتوقّف عن فعل الأشياء “غير المريحة”
عندما نرغب (أو يطلب منا) القيام بعمل لم نقم به من قبل، سنشعر غالباً
بنسبة كبيرة من عدم الارتياح خلال ممارسة ذلك العمل، اذ اننا لا نعرف ما
الذي يجب ان نقوم به بالضبط، او لا نملك المعلومات الكافية للقيام به، أو
لا نقدّم الاداء المطلوب في البداية. لا تجعل ذلك يثنيك عن القيام بما تريد
(كما يقوم الكثير من الناس). اذا لاحظت انك غير مرتاح لنقص الخبرة أو
المعلومات، فذلك يعني أن مخّك في طور التعلم (وهو أمر جيّد!) فاستمر في
تدريبه ولا تجعل الخوف من الفشل يغلبك.
أعتقد ان اغلبنا مر في هذه التجربه عند تعلمه السباحة أو قيادة الدراجة.
في البداية تفكّر كثيراً في ما تقوم به، وتخاف من السقوط أو الغرق، ولكن
مع الممارسة واكتساب الخبرة يصبح القيام بتلك الأشياء سلس وبديهي.
صاحب “الأذكياء”
بلا شك انك ستتأثر كثيراً بالأشخاص الذين تصاحبهم. اذا اخترت مصاحبة
اشخاص لا تتعدى اهتماماتهم كرة القدم والأسهم والجنس اللطيف، فتوقع أن يهبط
مستواك الفكري تدريجياً ليجاريهم. والعكس صحيح، اذا صاحبت من هم أكثر منك
خبرة وثقافة وانجازات…الخ، فتوقّع أن يؤثر ذلك ايجابياً، اذ انك لا ارادياً
ستقوم بتطوير نفسك بالتدريج لتجاريهم. شخصياً تعرفت على العديد من
الاصدقاء من مجموعة رياض قيكس وغيرها من المجموعات التقنية، مما ساهم كثيراً في تسريع عملية تطويري لذاتي.
لا أقترح ان تقوم بقطع علاقتك بكل من لا تعتبره ذكياً بالطبع، بل أحرص
على أن تقضي النسبة الأكبر من وقتك مع من يمكن أن يؤثر عليك ايجابياً
بطريقة تفكيره وخبرته وانجازاته وما الى ذلك.
—–
ما رأيك انت؟ هل ترى ان هذه الطرق مفيدة؟ هل تقترح طرق أخرى؟ شاركنا برأيك في التعليقات.
هل أعجبك الموضوع ؟